-->

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

فض اعتصام الأساتذة المتعاقدين.. والإدماج إلى إشعار آخر!

انتهى مع الساعات الأولى لصباح أمس الاثنين، حلم آلاف الأساتذة المتعاقدين العاملين بالأطوار الثلاثة بجميع ولايات الوطن، بإدماجهم وترسيمهم في مناصبهم، وتبخر الحلم على يد قوات الأمن التي نفذت تعليمة وزارة الداخلية القاضية بفض الاعتصام ببلدية بودواو غرب ولاية بومرداس والصادرة ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين.
وقد جندت مصالح الأمن لولاية بومرداس مئات الأعوان لتنفيذ عملية فض اعتصام "ميدان الإدماج" الذي يعتبر محصلة مسيرة أزيد من 250 كلم مشيا على الأقدام، قادها مئات الأساتذة المتعاقدين الذين قدموا من عدة ولايات، واجتمعوا بولاية بجاية التي كانت نقطة انطلاق المسيرة السلمية التي دامت أسبوعا كاملا، جابوا من خلالها ثلاث ولايات وتعرضوا خلالها لمخاطر عديدة وكانت أهمها حادث المرور الذي كاد يودي بحياة أحد الأساتذة المشاركين في المسيرة عندما صدمته شاحنة في ولاية البويرة .
وواصل هؤلاء الذين رفعوا شعارات "لا رجوع "، "الإدماج حق مشروع" وغيرها مسيرتهم إلى غاية ولاية بومرداس التي تعتبر الفيصل بينهم وبين العاصمة التي بها وزارة التربية، غير أن المسيرة أجهضت على مشارف هذه الأخيرة وعلى بعد أقل من 60 كلم، عندما منعتهم قوات الأمن من بلوغ الجزائر العاصمة، وتحديدا بمنطقة بودواو، التي اتخذها هؤلاء ميدانا للتحاور مع الوصايا والدخول في حركة احتجاجية .
وكأن شيئا لم يكن
وفي ليلة الأحد إلى الاثنين، وبعدما غادر الأساتذة المتعاقدون القاطنون بولايات قريبة على غرار بلديات بومرداس، العاصمة وحتى تيزي وزو، الذين تعودوا على التنقل كل صباح إلى بودواو والعودة مساء أو ليلا للمبيت في منازلهم.
وعندما دقت الساعة الثالثة صباحا، وبينما كان الناس نياما والمرابطون بميدان الإدماج يغطون في نومهم، وقف نحو 300 شرطي عند رؤوسهم، حيث أشرفت الشرطيات على التكفل بالفتيات وإيقاظهن وإرغامهن على امتطاء حافلات النقل الحضري التي كانت مهيأة لنقلهن إلى وجهات مختلفة، وفي حال حاول أحد الأساتذة مخالفة أوامر الشرطة فإنه يتعرض للتعنيف، وبعدما تم إخلاء المكان من الأساتذة الذين نقلتهم الحافلات إلى ولايات الشرق والغرب، وتم إنزالهم كل في نقطة معينة من دون مراعاة مقر إقامته، ليجبر هؤلاء على المعاناة لأجل الوصول إلى منازلهم.
أحد الأساتذة الذين ظل مرابطا بالميدان منذ بداية الاعتصام والذي كان رفقة باقي الأساتذة الذين فض اعتصامهم أمس، يقول لـ"الشروق" إنه وزملاؤه كانوا يشكون أن أمرا ما يدبر، خاصة أنه طيلة يوم الأحد كانت حوامة الشرطة تحوم فوق رؤوسهم ويتم تصوير جميع ما يحدث، كما تم منع الإعلام من الوصول إليهم.
وفي تلك الليلة أيضا وعلى اختلاف الليلتين اللتين سبقتاها منذ التضييق عليهم، وصلتهم مساعدات غذائية، وبعد خلودهم للنوم وعند حدود الثالثة صباحا استفاقوا على وقع أوامر عناصر الشرطة وهم يجبرونهم على امتطاء الحافلات، ثم نقلوه إلى غاية عين الدفلى وأنزلوه بها، وهو ما جعله يحتار في كيفية العودة إلى منزله العائلي في ظل عدم حيازته نقودا، إلى أن تكفل به أحد المعارف.
أما آخر من ولاية بجاية فقد تم إنزاله بالطريق السريع بسطيف، أما فتاة من الوسط فتم نقلها إلى برج بوعريريج، وهو ما أدخلهم في دوامة البحث عن وسيلة نقل للعودة إلى منازلهم.
عشرات الأساتذة يحتجون بمديرية التربية لبومرداس
وفي، صبيحة أمس، نظم عشرات الأساتذة المتعاقدين ممن تعودوا على الاعتصام بميدان الإدماج ببودواو كل صباح، وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية التربية لبومرداس، تنديدا منهم بفض الاعتصام ونقل زملائهم لوجهات مختلفة، حيث ظل هؤلاء طيلة تواجدنا معهم يتصلون هاتفيا بزملائهم للاطمئنان عليهم، وقال هؤلاء إنهم لن يتراجعوا عن موقفهم وأنهم سينضمون من جديد اعتصاما وطنيا آخر، وفي وقت أخبرهم مدير التربية بأنه سيفتح لهم باب التسجيل في المسابقة إن أرادوا.
من جهتهم، سكان بودواو، وتحديدا سكان حي 950 مسكن الذي احتضن وسكانه هؤلاء الأساتذة وفتحوا لهم أبوابهم، وساندوهم في وقفتهم طيلة 15 يوما، أكدوا لـ"الشروق" أنهم لم يحسوا بالعملية وكأنهم كانوا الحاضر الغائب، خاصة أنهم كانوا نياما وتمت هذه الأخيرة في هدوء، حيث استفاقوا صباحا على مغادرة الأساتذة للميدان وهذا الأخير في قمة النظافة.
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ . 2016
تصميم: حميد بناصر