-->

الاثنين، 25 مارس 2019

السخرية.. الطرافة ومشاكسة السلطة.. هكذا يحتج الجزائريون!



دفع هدير الشارع الذي جسدته المسيرات الشعبية السلمية المتوالية لـ4 أسابيع كاملة، والتي فاجأت الطبقة السياسية برمتها داخليا وأبهرت العالم بحضاريتها خارجيا، بمؤرخين أجانب إلى أخذ قرار بكتابة تاريخ “الانتفاضات الشعبية الجزائرية” التي وحدت الجزائريين وصنعت حالة من الفرح في وجوههم من أجل العيش بسلام، وهو الشعار الذي رفعه الكثيرون وهم يستمتعون بعزف العود وترداد أغان وطنية وشعبية، ولعبت الفكاهة دورا هاما فيها، بسبب إيصالها رسائل سياسية بطريقة مضحكة وساخرة.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، أن المؤرخة إليزابيث بيريغو، ستنشر كتابا عن الانتفاضات السلمية في الجزائر وقالت لذات الصحفية، أن “في الجزائر، كانت الفكاهة تستخدم دائما لمشاكسة السلطة، خاصة في الأوقات الصعبة”، وأضافت “الفكاهة عند الجزائريين هي رياضة وطنية، وهو شكل من أشكال المقاومة، ضد الحكام واليوميات على حد سواء، أثناء الاستعمار وحرب الاستقلال، كانت هناك سخرية ذاتية لتجنب الرقابة. كان الضحك على الذات طريقة ملتوية لانتقاد المستعمر، ومع مرور الوقت، أصبحت الفكاهة أكثر مباشرة ومواجهة”.
وتابعت المتحدثة: “كان الرئيس الشاذلي بن جديد هدفا متميزا للنكات الشعبية، كان يسخر منه باستمرار ويقارن بسلفه الرئيس هواري بومدين، خصوصا أثناء المظاهرات الكبرى التي جرت وقائعها عام 1988.. وبعد ذلك، سمح انفتاح ديمقراطي لرسامي الكاريكاتير باستخدام أقلامهم للسخرية من الرؤساء ووجه النظام”، فيما تفنن الجزائريون في مسيرات 2019 تقول المؤرخة في أخذ جميع الأدوار، وهذا للتعبير عن موقفهم بطرق ساخرة، فكاهية، استعراضية.
وقد تمكن الشارع منذ 22 فيفري من جمع الجزائريين من مختلف أطيافهم، إذ ما زال رغم الاحتجاجات يحتفظ باحتفائه بالمغنين والرسامين والتجار المتجولين، وكذا الفنانين في مشاهد أثارت دهشة العالم، إذ تظل شوارع ديدوش مراد، البريد المركزي وأول ماي وغيرها، فضاءات متاحة للفنانين كي يعبروا عن فرحتهم والتضامن مع حراك الشعب، وهو نفس التضامن الذي تحمله كلمات الأغاني التي يرددها هؤلاء الفنانين، والرسومات التي يرسمها بعضهم لإحياء قصص الشباب الذي حاول الهجرة غير الشرعية.

سخرية إبداعية بلافتات جزائرية

في كل جمعة تصنع لافتات السخرية والمضحكة التي يرفعها المتظاهرون الحدث، ففي جمعة الـ22 مارس خرج المحتجون بيافطات جديدة أكثر طرافة تفنن فيها شباب لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة على غرار تلك التي سجلنها في ساحة البريد المركزي مثل “ريال مدريد سقط وأنتم لا تزالون على كراسيكم”، و”إنها انتخابات وليست زفاف أختك لتؤجلها”، و”الشعب يطالب بكرسي رئاسي تيفال لا يلتصق به الزعماء”.
كما ظهرت شعارات متنوعة تمزج بين الطرافة والفكاهة تارة والإنسانية تارة أخرى، حيث أنه وفي شارع العربي بن مهيدي رفع شاب لافتة مضحكة كتب عليها “عمري 22 سنة منها 20 سنة بوتفليقة وسنتان راطراباج”، فيما كتب آخر في اللافتة التي يحملها “عمري 30 سنة، 10 سنوات إرهاب و20 سنة بوتفليقة”، وفي شارع ديدوش مراد بالعاصمة، عبر أربعة شباب عن تذمرهم من السلطة، بحمل لافتة مكتوب عليها: “ربي حلل أربعة والخامسة حرام عليك”.
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ . 2016
تصميم: حميد بناصر