-->

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

كلمة معالي وزيرة التربية الوطنية في افتتاح اليـــوم الدراســــي حول المعالجة البيداغوجية: استجابة للصعوبات المدرسية



كلمة السيدة معالي وزيرة التربية الوطنية في افتتاح اليوم الدراسي حول المعالجة البيداغوجية
قبل كل شيء، أتقدم بالشكر الجزيل للسلطات المحلية والسيدات والسادة أعضاء البرلمان على حسن الاستقبال وعلى الدعم الذي يقدمونه للقطاع. كما أتوجه لجميع أعضاء الأسرة التربوية بأسمى عبارات التحية والتقدير. والشكر موصول لنساء ورجال الصحافة لمرافقتهم لنا وإعلام الرأي العام حول أهم القضايا التربوية. كما تعلمون، يضم النظام التربوي الجزائري 9 سنوات من الدراسة الإلزامية ولكن، بعض التلاميذ يستغرق، زيادة على ذلك، سنتين أو ثلاث لإنهاء هذه المرحلة. هذا يعني أن هناك الكثير من التكرار. إن هذا الرسوب مكلّف للطفل وللمجتمع. فبالنسبة للطفل، هو فرص ضائعة لم تستغل للتعلم والتكوين وتنمية قدراته. وبالنسبة للمجتمع، هو ضياع استثمارات هامة. إن ظاهرة الإعادة تعني أن التلميذ لم يكتسب كفاءات التي كان من المفروض أن يكتسبها بفضل مرافقة الأستاذ. مع الإشارة أن مكانة الخطأ قد تغيّرت، فالأخطاء ليست أمور سلبية ولكنها تساعد على التعلّم فهي جزء من المسار العادي للتعلّم. إن الإحصائيات لا تعنينا بقدر ما تعنينا الحلول، وذلك هو، بالتحديد، طموح العمل الذي سيعرض اليوم. فبعد الدراسات الكمية، نريد ، اليوم، من خلال هذا البحث، المرور إلى النوع، أو كيف تتم مساءلة الأرقام للإيجاد أدوات للمعالجة البيداغوجية، تسمح بالتحكم في التعلمات الأساسية، خاصة اللغة العربية، التي زيادة عن كونها مادة قائمة بذاتها، فهي لغة التدريس، ومن الواضح أن التحكم في لغة التدريس أي اللغة العربية، هو مؤهل للنجاح في باقي المواد التعليمية. إن أولويتنا لهذه السنة الدراسية هي البيداغوجيا.
لذلك، فإن تحسين الممارسات داخل القسم يعتبر انشغال كبير بالنسبة لنا حتى نجعل من مدرستنا، مدرسة للنجاح. من خلال توقيعنا مع النقابات المعتمدة في القطاع على بيان مشترك في 19 أكتوبر 2015، أردنا أن نعبّر – مع النقابات - عن تطلّعنا المشترك في " تطوير مدرسة ذات نوعية بل وحتى، ريادية كطموح مشروع لمجتمعنا." ولعل من بين أهم الإجراءات التي تحقق هذه النقلة النوعية، نجد المعالجة البيداغوجية حتى نعالج، بشكل أفضل، الصعوبات التي يعاني منها المتعلّم. لذلك، قمنا بتنظيم هذا اليوم الدراسي حول المعالجة البيداغوجية، لتقديم نتائج عمل تحليلي، دام سنة كاملة، وهو يعتبر سابقة في تاريخ القطاع، حيث قام فريق عمل متكوّن من جامعيين ومفتشين وأساتذة بإحصاء وتحليل الأخطاء المتكررة التي يرتكبها مترشحو امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وامتحان شهادة التعليم المتوسط. فمن خلال تحليل أكثر من 65.000 ورقة امتحان، أحصى فريق العمل ما يزيد عن 460.000 خطأ متكرّر. إن نتائج هذا البحث، الذي شمل – كمرحلة أولى – 9 ولايات نموذجية، سيمكّن الأساتذة من التكفل بالصعوبات التي يعاني منها المتعلمون، بشكل دقيق، خاصة في التعلمات الأساسية: لغة عربية، رياضيات، لغة أجنبية. إن العمل الذي سيتم تقديم نتائجه اليوم، يندرج في إطار سلسلة العمليات التي قامت بها الوزارة منذ 2015، لمكافحة الرسوب المدرسي. - فكانت البداية بتنظيم ملتقيين جهويين حول تقييم نتائج الامتحانات الوطنية، حيث تم تنظيم الأول في أواخر شهر جويلية 2015 بالأغواط وقد خصص لولايات الجنوب، بينما نُظِم الثاني بالجزائر العاصمة في أوت 2015 وخصّص لبعض ولايات الشمال والهضاب العليا. وقد توّج الملتقيان بمشاريع ولائية، تمّ إعدادها من رجال الميدان. - وبعدها، تم تنظيم يوم دراسي حول التسرب المدرسي بمقر المرصد الوطني للتربية والتكوين، يوم 16 جويلية 2016. ما تم إنجازه تطلّب ساعات طويلة من العمل. لذلك، اسمحوا لي أن أحيّي المجهودات التي بذلتها مجموعات العمل وأشكرها على التزامها طول هذه المدّة. إن الهدف من كل هذه العمليات هو وضع استراتيجية وطنية للمعالجة البيداغوجية، التي تعتبر إحدى الأدوات المميّزة لمكافحة التسرب المدرسي، وإن كان من الضروري، تحديد المفاهيم بدقة عندما يتعلّق الأمر بالمعالجة البيداغوجية والاستدراك والدعم المدرسي مثلا. كما تعلمون، تواجه الأنظمة التربوية، اليوم، تحديات جديدة. حيث لم يعد الرهان هو تقديم تعليم للمتعلمين، بل الرهان، اليوم، هو تقديم تعليم ذي جودة، يراعي اختلاف قدرات استيعاب التلاميذ. إن التكفل البيداغوجي الذي يأخذ بعين الاعتبار هذا الاختلاف بين المتعلمين هو أحسن وسيلة لمكافحة الرسوب المدرسي. اليوم، لا يكفي فتح المدارس، بل يجب أن يكون التعليم الذي تقدمه هذه المدارس تعليما ذا جودة عالية بمضامين دراسية ذات جودة أيضا، وأساتذة أكفاء. 1. أن يكون التعليم ذا جودة، يعني أن يهتّم بجميع المتعلمين، أن يرافقهم نحو نجاحهم الخاص. 2. أن يكون الأساتذة أكفاء، يعني أن يجددّوا معارفهم وأن يتكوّنوا باستمرار، يعني أيضا، أن يجعلوا التلميذ يحب التعلّم. 3. أن تكون المضامين الدراسية ذات جودة، يعني أن تتكيّف مع المستجدّات، أن تراعي السياق الاجتماعي، أن تأخذ بعين الاعتبار ماضي وحاضر ومستقبل الأمة، بكل ما يشمله ذلك من تاريخ وقيّم وتراث. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يجب على النظام التربوي الجزائري أن ينتج الذكاء، للذهاب إلى ما يسمى "صناعة المعرفة". إن المهّمة صعبة والمسؤولية ثقيلة، ولكن بتضافر جهود الجميع يمكننا رفع التحدي. وشكرا.
تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ . 2016
تصميم: حميد بناصر