-->

الأربعاء، 13 أبريل 2016

مناهج الجزائر... تغييرات تتم سرا تثير القلق



تطورت أزمة التعليم في الجزائر بعد تسريب الوثيقة التي تضم أسماء خبراء فرنسيين مشرفين على التعديلات الجديدة للمناهج الدراسية في مارس/ آذار الماضي، وتمت إقالة العديد من كوادر وزارة التربية الوطنية، ومنهم مدير التعاون والعلاقات الدولية بوزارة التربية الوطنية حمزة بلحاج، لدوره في ذلك، وحرمانه من أجره لمدة ستة أشهر، وسحب تصريحه لدى الضمان الاجتماعي.


وكانت أزمة تعديل المناهج قد احتدمت بالتزامن مع إضراب معلمو الجزائر الحالي، حيث انتقدت 5 نقابات بقطاع التربية الوطنية سياسة التعتيم والسرية المنتهجة فى تغيير البرامج والمناهج المدرسية. ودعت إلى ضرورة إطلاعها على المحتويات الجديدة قبل إصدارها.
من يقرأ تحركات وزارة التربية خلال 3 أعوام سابقة، منذ التوقيع على وثيقة التعاون الفرنسي، وشروط مرافقة بناء المشاريع الشخصية، وتقييم المناهج بما فيها العلوم الإنسانية والتجريبية، وليس فقط اللغة الفرنسية أو الرياضيات، يقف في حيرة من أمره، خاصة مع عرض الوزارة بتدريس اللغة الأمازيغية، والتي تعزز روح التفرقة العنصرية بالجزائر والتي هي من وسائل فرنسا لتفتيت الجزائر منذ الاستقلال.

فرنسة التعليم
تواصلت "العربي الجديد" مع حمزة بلحاج الذي أكد أن التدخل الفرنسي في الشؤون التربوية تجسّد بشكل مريب في عهد الوزيرة الحالية، نورية بن غبريت، قائلاً: "التعديلات الجديدة لا تتعلق فقط بالتعاون بين البلدين، إنما هي تدخلات في مضامين المناهج الدراسية، خاصة لطلاب المرحلة الثانوية. 
ومن الطبيعي مع أي تعديلات أن يتم طرحها في العلن، لكن كانت البداية في ديسمبر/ كانون الأول 2015 عندما طلبنا تغطية إعلامية لزيارة الخبراء الأجانب فرفضت الوزارة، والملفت للنظر أنهم مجرد موظفين بمديرية التربية الفرنسية، ويتبع غالبتهم إلى أكاديمية مرسيليا وآكس أون بروفنس، بل إن أحدهم مختص في التاريخ الإسلامي، وله عدة منشورات تناولت تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر، وسنرى النتائج في كتب مادة التاريخ في المرحلة القادمة!

ويضيف قائلاً: "الوزارة رفعت عدد ساعات دراسة اللغة الفرنسية لتتساوى مع اللغة العربية. فرنسا ليست ضمن الدول العشرين الأفضل تعليمياً في العالم، بل إن الطبقة الثرية الفرنسية ترسل أبناءها للدراسة في أميركا، كما أن علماء فرنسا ينشرون بحوثهم بالإنجليزية حتى تصل إلى العالم، ونحن هنا لا ندرس اللغة الإنجليزية إلا في المرحلة المتوسطة من التعليم بمعدل ساعتين، وتم تقديم مذكرة تعاون مع أميركا، لكن الوزارة تجاهلتها لإبقاء الارتباط بالفرنسيين. 

في الجزائر تتم دراسة جميع المواد باللغة الفرنسية في حين أنه في بريطانيا عند دراسة اللغة الفرنسية يتم وضع النص بالفرنسية والأسئلة للطالب تكون بالانجليزية". 

تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتصل بنا

الإسم الكريم البريد الإلكتروني مهم الرسالة مهم
كافة الحقوق محفوظةلـ . 2016
تصميم: حميد بناصر