المختص في التربية طاهر حوسيني:
علينا تطوير طريقة تعليم اللغات وليس ترجمة المصطلحات
استغرب الطاهر حوسيني، سعي الوزارة للبدء في إصلاح ما تبقى من الطور المتوسط والتعليم الثانوي، في وقت تعرف إصلاحات السنة المنصرمة خللا واضحا، وحسب تأكيده "كتاب العلوم الطبيعية الجديد للسنة 1 متوسط، لم يتغير فيه شيء، كل ما تغير أن الوزارة قامت بحشوه بمعلومات قديمة مستمدة من كتب سابقة، في وقت كنا نطالب بالتخفيف على التلاميذ...".
وبخصوص ترجمة المصطلحات العلمية إلى الفرنسية، يرى حوسيني أن الأمر يحمل في ظاهره فكرة حسنة، خاصة وأن كثيرا من الناجحين العلميين في البكالوريا "يتيهون ويضيعون" عند الانتقال للجامعة، فيتفاجؤون بمصطلحات فرنسية بعدما درسوها بالعربية، خاصة أبناء الجنوب، وهو ما يضطرهم للتحويل نحو الشعب العلمية.
ولكن... يضيف "القول بترجمة المصطلحات في رأيي ليس كافيا، بل الأولى هو إعطاء أهمية أكبر لطريقة تدريس اللغات بالمدرسة، فالدراسات تؤكد أن تلاميذنا ضعفاء جدا في اللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنجليزية". وأهم إشكال يُطرح في الموضوع، هو عدم تحكم غالبية الأساتذة في اللغة الفرنسية، "فكيف سيوصلون المعلومة للتلميذ..؟؟ وأيضا هل ترجمة المصطلحات ستكون حرفية أم شكلية؟ هذا ما يجب طرحه للنقاش، لتفادي تكرار الإصلاحات التي لا تُواكب العصر.
وانتقد محدثنا طريقة تكوين الأساتذة التي تتبعها الوزارة الوصية، وحسب قوله "التكوين يكون لبضعة أيام فقط، وهو عبارة عن حشو معلومات ونظريات، وحجة الوزارة أن التطبيق يكون في الأقسام،.. وبهذه الطريقة التكوين لن يفي بالغرض لغياب المحفز والرادع والمتابعة الميدانية...". والأكثر غرابة حسب تعبير الخبير التربوي، أن يتم تكوين الأساتذة في فترات راحتهم، فكيف يستوعبون؟؟ وحسبه غالبية الأساتذة الجدد يشتكون من عدم قيام الأساتذة المكوّنين بمهامهم على أحسن وجه.
سعيد فضيل "إطار سابق بوزارة التربية":
الفكرة تحتاج على الأقل لسنتين من النقاش والدراسة
يعتبر الإطار التربوي سعيد فضيل، أن بعض الأساتذة لا يحسنون حتى النطق باللغة الفرنسية، فكيف سيتعاملون مع المصطلحات العلمية المفرنسة، ولأن العملية معقدة ومركبة، فهي تحتاج حسب محدثنا، على الأقل لسنتين تكوين قبل تطبيق الإجراء، "فعدم إعطاء الوقت الكافي لدراسة ومناقشة الإصلاحات الجديدة، سيجعل من التلاميذ فئران تجارب". ليتساءل.. وما هو المشكل في المصطلحات العلمية باللغة العربية؟ مضيفا "غالبية الإطارات العلمية الجزائرية، درست العلوم باللغة العربية، ومنهم من تفوّق ويشتغل في مناصب مهمة بدول غربية".
كما أن ترجمة المصطلحات –حسب تعبيره- تحتاج إلى ترجمة كاملة للفكرة وليس للمصطلح فقط، وإلا أصبحت "خالوطة" تضر التلميذ أكثر من ما تنفعه. ليخلص، أن القضية ليست قضية مصطلحات "بقدر ما هي سعي من وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، لفرنسة التعليم، خاصة في ظل وجود تيار بالوزارة لديه رغبة لفرنسة المواد العلمية".
تابع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,